انطلق اليوم مخيم إدارة الكوارث التاسع، الذي ينظمه الهلال الأحمر القطري تحت شعار "تأهب فعال واستجابة أفضل". ويستمر الحدث لمدة 10 أيام في مخيم الخور، بمشاركة 300 متدرب و40 مدرباً من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والقطاع الخاص في دولة قطر، والجمعيات الوطنية في المنطقة، والمنظمات الإنسانية الدولية.
ومنذ الصباح الباكر، بدأت إجراءات الاستقبال والتسجيل لجميع المشاركين في المخيم من متدربين ومدربين وإداريين وإعلاميين، وفق الإجراءات والمعايير الدولية لمخيمات إدارة الكوارث، ثم تم تقسيم المشاركين إلى فرق ومجموعات تدريبية، وتسليم كل فرد حزمة شخصية تحتوي على أطقم ملابس عمال الإغاثة، ومواد المعيشة والنظافة الشخصية، والأدوات المستخدمة في العمل الميداني.
بعد ذلك، خضع جميع المشاركين لفحص القياسات الحيوية بالعيادة الطبية التي أقامها المتخصصون من قطاع الشؤون الطبية بالهلال الأحمر القطري، وشمل ذلك قياس مستوى السكر وضغط الدم، وهو ما يعد أيضاً نوعاً من التدريب على مثل هذه الإجراءات المتبعة في مخيمات النازحين واللاجئين الحقيقية. وأخيراً جرى توزيع كافة المشاركين على الخيم المجهزة للإقامة، وتتوافر بها كافة مستلزمات المبيت والإعاشة.
البرنامج التدريبي
عقب انتهاء كافة الإجراءات، عقد فريق إدارة المخيم اجتماعاً عاماً مع جميع المتدربين لشرح برنامج المخيم. وأثناء الاجتماع، أكد السيد حسين أمان العلي رئيس المخيم على عظيم الأجر لمن يساهم في إنقاذ الأرواح، عملاً بقوله تعالى "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً". كما توجه بالشكر إلى فريق العمل على جهودهم الكبيرة في التنظيم والإعداد، آملاً أن يكون هذا الحدث سبباً لرفعة الأمة.
وفي كلمته، قال السيد محمد راشد المري نائب رئيس المخيم: "أرحب بكم جميعاً في بلدكم الثاني قطر. يتصور الكثيرون أن هذا المخيم جاء استجابةً لكارثة الزلزال الذي تعرض له إخواننا في سوريا وتركيا، ولكن هذا المخيم يتم التخطيط له منذ أشهر لإقامته في هذا التوقيت. ندعو بالشفاء العاجل للمصابين وبالرحمة لضحايا الزلزال. نحن جاهزون لتقديم كل التسهيلات والدعم لمساعدة المشاركين على تحقيق أفضل النتائج، كي تشكلوا فرقاً لخدمة شعوبكم وأوطانكم في حال حدوث أي كارثة لا قدر الله في بلادنا أو لدى الأشقاء والأصدقاء".
ويتضمن برنامج المخيم تدريبياً نظرياً وعملياً على فترتين، فترة التدريب الصباحي، ويستمر لمدة 4 ساعات يومياً، يتم تقسيم المتدربين إلى 6 فرق هي الأحمر والأزرق والأخضر والأصفر والرمادي والبنفسجي، وتتبادل هذه الفرق التدريب على مجالات العمل الإغاثي الميداني وهي: التقييم والتنسيق الميداني، الإيواء الطارئ، المياه والإصحاح، الأمن الغذائي وكسب العيش، الصحة في الطوارئ، التخطيط للطوارئ وغرفة العمليات.
أما التدريب المسائي فيشهد تقسيم المتدربين إلى 6 مجموعات حسب المبادئ الأساسية للعمل الإنساني الدولي وهي: الإنسانية، عدم التحيز، الحياد، الاستقلالية، الوحدة، الخدمة الطوعية. وتتلقى المجموعات حصة تدريبية لمدة ساعة ونصف على الموضوعات الآتية: المعايير الإنسانية الأساسية، الإعلام والاتصالات في الطوارئ، إعادة الروابط العائلية، الوصول الآمن، الدعم النفسي، إدارة الكوارث وأدوات الاستجابة، التغير المناخي.
ووفقاً لهذا النظام للبرنامج التدريبي، تكون جميع الفرق والمجموعات بنهاية المخيم قد تدربت على جميع الموضوعات المقررة. وتتخلل أيام التدريب مجموعة من السيناريوهات المفاجئة التي يتم إعدادها من قبل لجنة السيناريو، وهي تتضمن محاكاة افتراضية لكوارث وتحديات يجب على الكوادر الإغاثية التعامل معها باستخدام ما تعلموه من مهارات أثناء التدريب.
مشاركة دولية
من انطباعات بعض المشاركين خلال اليوم الأول، قال المتطوع محمد المالكي من دولة قطر: "هذه أول مشاركة لي مع الهلال الأحمر القطري. نأمل أن نفيد ونستفيد، بحكم خبراتي في العمل بمجال الإطفاء، ومشاركاتي الكثيرة سابقاً في إدارة الكوارث. نتطلع إلى تجربة متميزة مع الإخوة المشاركين من جميع الدول، وبإذن الله تكون عودة قوية للمخيم بعد التوقف نتيجة جائحة كوفيد-19. ونسأل الله أن يوفقنا لرفع اسم بلادنا قطر".
وقالت المشاركة سندس العثامنة من فلسطين، وهي طالبة ماجستير في معهد الدوحة للدراسات العليا: "حرصت على المشاركة في مخيم إدارة الكوارث التاسع لأن دراستي حالياً في إدارة النزاع والعمل الإنساني تتطلب تدريباً عملياً. سوف يتيح لنا هذا المخيم فرصة التعامل مع كوارث حقيقية وأزمات على أرض الواقع، لذا أتوقع أن يضيف الكثير لخبراتي العملية".
وقال حميد ناصر أحمد، مدرب إسعافات من الهلال الأحمر البحريني: "شغفي بحضور المخيم هو التعرف على كيفية مساعدة الغير والتعامل مع حالات الكوارث، سواءً كانت طبيعية أم من صنع الإنسان. فلا بد أن نكون متواجدين كمسعفين ومدربي إسعافات في هذه الأماكن لإنقاذ الأرواح، فهذا هو الهدف الأسمى. نشكر دولة قطر على هذا التنظيم".
يذكر أن مخيم إدارة الكوارث التاسع يحظى برعاية ودعم العديد من الجهات وهي: وزارة الصحة العامة (الراعي الرسمي)، مجلس الدفاع المدني، وزارة الدفاع، وزارة الداخلية، وزارة الخارجية، وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، المؤسسة القطرية للإعلام (الراعي الإعلامي)، الهيئة العامة للأشغال (الراعي البلاتيني)، قطر الخيرية (الراعي الذهبي)، بنك دخان (الراعي الذهبي)، الميرة (الراعي الفضي)، سفاري هايبر ماركت (الراعي الفضي)، المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" (الشريك الثقافي)، فودافون قطر (شريك الاتصالات)، لخويا، مؤسسة حمد الطبية، صندوق دعم الأنشطة الاجتماعية والرياضية، شبكة الجزيرة الإعلامية.